كان الليل الخامس، وأنا أحاول أنام وسط همسات الجن اللي حولي، بس فيه صوت جديد ظهر… صوت ناعم، وكأنه يجي من داخل راسي:
"لينا… هم كذبوا عليك."
قمت مفزوعة، فتّشت المكان، محد. لكن فيه مرآة صغيرة على الأرض، ما كانت موجودة من قبل.
قربت… وانصدمت.
ما شفت نفسي.
شفت "أنا" ثانية، لكنها تبكي، وشعرها مبلول، وعينها فيها رعب!
مدّت يدها من داخل المرآة، وهمست:
"أنا لينا الحقيقية… واللي تعيشينها الآن كذبة صنعوها الجن."
رجعت للخلف وأنا أصرخ، فجاء سِدار وصرخ:
"ما كان المفروض تشوفينها الآن!"
وسحبني بعيد عن المرآة، لكن شيء داخلي تغيّر… حسّيت إني كنت محبوسة بعقل مو لي، بعالم مصنوع لأجل هدفهم…
سألت سِدار بوجه مليان دموع و rage:
"وش تبغون مني؟! أنا وش لي فيهم؟!"
وهنا قال الحقيقة...
"أنتِ مو من عالمهم… لكنك بوابتهم. إذا اكتملت العلامة، راح نقدر نعبر لعالم البشر بدون قيود. لكنك... بدأت تذكرين ماضيك، وذا خطر علينا."
عرفت إني كنت أداة.
إنه كل لحظة ضياع، كانت مقصودة.
وأسوأ شي؟
جدتي لسا حية… وهي اللي باعتني لهم.